الشيخُ المناضل *...
" فــي رثــاء
المناضـــل :
مبارك
عبده فضل "
....
الرفيقُ القديمُ قد غادرَ الدُنيا -
خفيفَ الخُطى ، وشَدَّ الرِحالا ..
وهو قُطبُ الرَحى ، ومن عاشَ فينا
نِصفَ قرنٍ يُعَلَِمُ الأجيالا
ويقودُ المناضلينَ على دَرْبِ -
البطولاتِ ، فتيةً ورِجالا
صَخرةٌ من صلابةٍ تَقْهرُ الصَعْبَ -
ونَهرٌ عطاؤهُ يتوالى
....
ومزيجٌ من البَساطةِ واللُطْفِ -
يَسودُ الأقوالَ والأفعالا
تتوالى العهودُ وهو مقيمٌ
لا تنالُ الخُطوبُ منه مَنالا
صامِدٌ ، صادِقٌ ، حَمولٌ ، صَبورٌ
يَغلِبُ السجونُ إلا يَقيناً
أو يَزِدْهُ العذابُ إلا احتمالا
كصخورٍ سوداءَ في نِيلِ أسوانَ -
استقرتْ ، ولاتُريد انتقالا
....
غير أنى مازِلتُ أذكرُهُ شيخاً -
صغيراً ، مُهّذَّباً ، مِفضالا
أزهرياً مُعَممَاً ، ناحِلَ الجِسْمِ -
يخوضُ الكُروبَ والأهوالا
وإذا الأزهريُّ يغدو زَعيماً
وحَكيماً ، وقُدوةً ، ومِثالا
....
يا رفيقَ الشَبابِ ، والزَمنِ اليانعِ
حُبَّاً ، وصُحْبَةً ، ونِضالا ..
جَمَعَتْنا وفَرقَتنا المقاديرُ
مَعَ الرِيحِ ، يَميَةً وشِمالا
غيرَ أنّ الوِدادَ مازالَ في القَلبِ -
مُقيماً لا يستطيعُ ارتحالا
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق