الشاعر محمود توفيق: حَنين

حَنين

حَنين

حبيبى إذا جَنَّ ليلُ الفِراقِ..
وغابَ سَنى الشمسِ خلفَ الضَبابْ
وفاضتْ من النفسِ أشجانُها..
وأوغَلَ فى القلبِ سهمُ العذابْ
أحِنُّ إليكَ حنينَ المشوقِ
لأوطانهِ..بعدَ طولِ اعتراب
أحنُّ الى بَسمةٍ كالصباح..
تألَّقَ فوقَ الثنايا العِذَاب
ووجهٍ ترقرقَ فيه الجَمالُ..
وقَدٍّ تَوَثَّبَ فيه الشَباب
وعينين أشرقتا بالذكاءِ..
وأبصرتا ما وراء الحِجاب
تقولان مالا يقولُ الكلامُ..
ويُفْصِحُ لحظاهُما بالجواب
***
أحن إلى جَوِّكَ الشاعرىِّ
وأنسامِهِ الخَفِراتِ الرِطاب
ورِقَّةِ طَبْعٍ وَريفِ الجِناب..
ورْفِعَةِ ذَوْقٍ كَقطْرِ السِحَاب
يَنِّمُ بهِ عِطْرُكَ البابِلىُّ..
وهذى الحُلِّىُ..وتلكَ الثياب!
***
أحن إلىَ ثْغرِكَ المَخْمَلىِّ
وأهفو إلى صَوْتِك المُسْتَطاب
فَبى ظَمأٌ لرحيقِ الشِفاه..
وبَرْدِ الثنايا..وشَهْدِ الرِضاب
وبى ظمأٌ للحديثِ الطَلىِّ..
إذا فاضَ فى رِقَّةٍ وانسياب
تُنَضِّرُهُ نفحاتُ الدلالِ..
وَوَمْضُ الذكاءِ..وحُسْنُ الخِطاب!
يُزيلُ عن القلب وقعَ الهمومِ
ويَسرى إلى النفسِ مَسْرَى الشراب
***
احن إليك.. فهلْ يُرْتَضَى..
حنينى إليكَ..وهل يُسْتَجاب..
وهل يُونِقُ الروضُ بعدَ الذُبولِ..
وهل تُشرِقُ الشمسُ بعد احتجاب..
وهل يَرجِعُ الزَمَنُ العَسْجَدىُّ
ليُبْعَثَ قَلْبٌ عَلاوُ التُراب؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق