الشاعر محمود توفيق: ألف مصرى أسير

ألف مصرى أسير

ألــفُ مـــصـــرىٍّ أســـيــــــرْ ...

دُفنواَ فى ساعةٍ واحدةٍ تحت الرمالْ ...

حُصدوا بالمدفع الرشاشِ مكتوفى اليدينْ ...

سُحقتْ أجساَمُهم تحت الجنازير الثقيلةْ ..

وعلينا أن نَعىْ الحِكمةَ والدرسَ الكبيرْ ..

لـيـسَ فى القصّةِ غّدرُ أو حقـــارةْ ..

إنـمـا الأمــرُ ذكــاءُ ومَـهـــارةْ ..

وتـقـــالـيــــدُ حَــضــــارةْ !

***

ألـــفُ مــصــــرىٍّ أســيــــرْ ..

وألـوفٌ غــيــرهـم إثـرَ ألــوفْ

قُتلوا بالغدر .. والنايالم .. والقصْف الغزير..

فى أبى زَعْبَلَ .. أو سيناءَ .. أو بحرِ البقرْ ..

وعلينا أن نَغُضَّ الطرفَّ .. فالأمُر يسيرْ ..

وعلينا أن نمُدَّ الكفَّ بالزهورِ النضيرْ ..

وليلُذْ من يشاءَ بالنسيانِ .. فالنِسْيِانُ نِعمةْ ..

غـيـر أنى لستُ أنسى مـاحـيـيتْ .

فأَنا لستُ مـلاكـاً أو نبـيّـاً ...

وأنا مــلزلتُ خَلقــاً بشــريا .!

***

كلُّ جُـرْمٍ لم يقــابله العقابْ ...

فهو جُرحٌ غائرٌ ينزفُ بالحقدِ الدفينْ..

والـدَمُ المـسـفَـوحُ ظُلمـاً لم يـزَلْ

جارياً فوقَ الثرى .. رَغمَ السنين..

الـدَمُّ المـسـفـوحُ ظلمـاً لـم يـزلْ

يطلُب الثـأرَ .. فـهل من ثائرين ؟

الـدَمُّ المـسـفـوحُ ظلمـاً لـم يـزلْ

يطلبُ الحَقَّ .. فــهل من ناصِـرين ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق