الشاعر محمود توفيق: فى ذكرى شيماء

فى ذكرى شيماء

فى ذكرى شيماء

وَقَفَتْ مِصرُ بقلبٍ والهٍ

تمزِجُ الزفرةَ بالدمعِ السخينْ

إذ مَضَتْ شيماءُ تَلقَى ربَّها

وهى تشكو البَغىْ والظُلمَ المُبين

يالها من زَهرةٍ فوَّحةٍ

بشذا الوردِ وعِطرِ الياسمين

قصَفَتْها وهى فى فَجرِ الصِبا

وطأةُ الجهلِ ... وغَدرُ الحاقدين

هذه القسوةُ ما أبشَعَها
وهى تُردى الأبرياءَ الوادعين

أهو العَقلُ الذى أوحَى بها ...

أم هو الدينُ ... ولكن أىُّ دين ؟

ليسَ فى الإسلامِ ترويعُ الوَرَى

لا .. ولا سفكُ دماءِ الآمنين

إنَّما الإسلامُ رِفْقٌ خَالِصٌ

وحنانٌ بالبرايا أجمعين

إيه يا شيماءُ ياقَطْرَ النَدَى ...

يا ضِياءَ الفجرِ فى الليلِ الحزين

لاتُرَاعِى من أسَىً أو وَحْشَةٍ

حَسبُكِ الرحمن ربُّ العالمين

فهو ظِلُّ وارِفٌ مِنْ رَحمةٍ

وهو للمظلومِ خيرُ الحاكمين

***

لم تغِبْ شيماءُ عنِ أبصارِنا ...

لم تزَلْ طلعتُها مِلْءَ العيون

ما توارتْ فى الثَرى بسمَتُها ...

ماتلاشى النورُ عن ذاكَ الجبين

فهى فى الأبرارِ رَمْزٌ طاهِرٌ ...

وهى فى الأخيارِ ذِكرٌ لا يهون

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق