الشاعر محمود توفيق: إلى أبى عمار

إلى أبى عمار

إلى أبى عمار

"على أثر لقاء فى تونس-فى مارس 1993"

فى كُلِّ زمانٍ يا عرفاتْ

نلقاكَ بنفسِ الروحِ..ونفس الصورةِ..والقسماتْ..

نلقاك كمثل الليث جسورا لا يخضَعْ..

نلقاكَ كمثل الطوْدِ صَبوراً لا يجزعْ.

نلقاكَ قوياً مثلَ الصخرْ..

نلقاك بشوشاً مثلَ الفجر..

نلقاك رحيباً مثل البحر..

فى قَلبكَ كلُّ فلسطينَ الحرةْ..

فى قَلبكَ كلُّ شجونِ الثورة..

وهموم الأرض العربية..

وجميعُ قضايا الحُرية..

فى قلبكَ كلُّ البشرية!

.....
فى كلِّ مكانٍ يا عرفاتْ..

نلقاك بنفسِ الشكلِ..ونفسِ العزمِ..

ونفس الهِمَّة..

ونراك تُصارع ضِدَّ الغدرِ..وضِدَّ اليأسِ..

وضدَّ الظُلمةْ..

تتحَركُ فى قَلب الإعصارِ..وقَلبِ الأزَّمة

وتناضلُ فى وجهِ التَّيار لكشف الغُمة..

وكأنكَ صِرتَ ضمير الشعبِ وقَلبَ الأمَّة!

.....
فى كلِّ زمانٍ يا عرفاتُ..وكلِّ مكانْ..

نلقاكَ بنفسِ الصورةِ والقسماتْ..

نلقاكَ ونفسُ النظرةِ فى عينيكَ..

تُطِلُّ على الأملِ المنشوْد..

نلقاكَ ونفسُ البسمةِ فى شفتيكَ..

تُبشِّر بالنصرِ الموعودْ..

نلقاكَ هنا فى تونسَ أو فى مصرَ..وفى صنعاءْ..

نلقاكَ هنا فى الأردن..أو بغدادَ..أو الفيحاءْ..

فمتى تبتلّ جوانحُنا..

ومتى تكتَحِلُ نواظِرُنا..

ومتى نلقاكَ أبا عَمارَ هُناك..

فى يوم النصْرِ..وأرضِ النصرِ..

وبيتُ المقدِسِ فى يُمناكْ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق