الشاعر محمود توفيق: ابن الشعب

ابن الشعب

ابن الشعب

فى الذكرى العشرين لوفاة يوسف الصديق
"بطل ثورة يوليو"             

الفَتَى الأسَمرُ فى التُرْبِ ثَوىْ..
وعلى دَربِ البطولاتِ هَوَىْ
قد رَوَىْ مِصرَ بغالى دَمِهِ..
وهوَ مْن مَنهلِها العَذْبِ ارتوى
ما جفا يوسفُ يوما شَعْبهُ...
ما عَصَىْ الأوطانَ يوماً أو غَوَىْ
حَمَلَتْهُ مِصرُ فى أحضانِها
ومَضَتْ تُرْسِلُ أنَّاتِ الجوى
هكذا العُشَّاقُ فى أحوالهم...
هكذا تُتْلى أساطيرُ الهوى!
***
يا فَتَى الفِتْيانِ..يا خَمْرَ الوَغَى..
يا بَشيرَ النْصرِ فى اليوِمِ المجيدْ
كُنْتَ كالإعصارِ فى ثَوْرَتهِ
يَمْحَقُ الظُلْمَ ويجتاحُ القيود
جُرأَةٌ فى الَحقِّ لايُوهِنُها
حَذَرُىالموَتِ..ولا خَوفُ الوعيد
تَبْعَثُ الآمالَ من مَرْقَدِها
وهى تَحدو مَوكِبَ الفَجْرِ الجديد
إنها الإخلاصُ فى ذِرْوَتهِ
عندما يُصْبِحُ فى بَأسِ الحديد!
***
فارسُ الفِرسان طَلاَّعُ الذُرا
باءَ بالحَسْرةِ من ظُلْمِ الرفاقْ!
والذى أخَلصَ للشعْبِ الهوى
عَابَهُ الإخلاصُ فى دُنيا النِفاق
والذى حَطَّمَ أغلالَ الورى
باتَ فى الأغلال مَشدودَ الوِثاق
واستحالَ العيش سِجناً دائماً
ووجوداً بائساً مُرَّ المَذاَق
مِحْنةٌ لم يَلْقَها مْن قَلبْهِ
غيرَ أيوبَ..وخَطبٌ لايُطاق!
***
تَبْلُغُ الظُلمةُ والظُلمُ المدى
ويَبيتُ العدلُ مكسورَ الجنَاحْ
غير أن الفَجرَ يأتى ظافراً..
وظلامُ الليلِ يمحوه الصَباح
فبِناءُ الحَقِّ صَرْحٌ شَامِخٌ
وبِناءُ الزَيْفِ تذورهُ الرياح
ليسَ كالأيامِ قاضٍ عَادلٌ
..لا..ولا كالموْتِ شافٍ للجراح!
هكذا تَمضِى بأقدارِ الورَى
حِكمةُ الدَّيان..والحظُّ المُتاح
***
هاهو التاريخُ يتْلو صَادِقا
آيةَ الحقِّ..ويُبْدى..ويُعيِدْ
وعلى الأفاقِ تبْدو رايةُ
فى سِماءِ المجدِ تعلو..والخُلودْ
رايةُ الإخلاصِ والصدقِ التى
حُجِبَتْ بالغدرِ حيناً.والجحود
راية الصِدِّيق..لا يُنكِرُها
غير بَاغٍ يتَعامى..أو حَقُود
إنْ تَكُنْ غاَبتْ..وأخفاها الدُجى
..هاهى اليومَ الى النورِ تعود

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق