الشاعر محمود توفيق: الطائرُ الميمون *...

الطائرُ الميمون *...

 الطائرُ الميمون *...

"خواطر شعرية

عن الطائرة المصرية المنكوبة


....

الطائرُ الميمونُ لم يَعُدْ لعْشِّه الأثيرْ ..

ففي القلوبِ لوعةٌ حَرَّى .. ومأتمٌ كبيرْ

....

مضى عليه الليلُ .. والصباحُ .. والمساءْ ..

وهو طريدٌ ضاع بين الماءِ والسماءْ

....

وقال قومٌ: رُبَّما تَخَطَّفَتْهُ الزوْبَعَةْ ..

فراحَ يَهوى بين أدراجِ الرياحِ الأربعةْ

....

تَحطَّم الجَناحُ في يَد الرياحِ وانتَثَرْ..

تَمزقَ القلبُ الجَشورُ في مَخالبِ القَدرًً

....

وقيلَ: بَل أودَتْ به يَدٌ أثيمةْ ..

فَخَرَّ مطعوناً بسهِم الغّدرِ والجريمةْ

....

فيالها جريمةٌ فجرت نار الغضب ..

وفجرت في مِصْرَ بُركاناً .. وبَحراً من لهيبْ

....

وهَبَّ صوتٌ من غَلاةِ الكاذبينْ المُغرضينْ ..

ليقذفً الأبرارَ والأطهارَ بالإفكِ المُبينْ

....

فأصبحَ المظلومُ والمَجني عليهِ آثما ..

وانطلقَ القاتِلُ والسفّاحُ حُراأ سالما

....

وأصبحَ الإيمانُ بالله دليلَ الاتهامْ ..

وانقلبَ التزييفُ والبُهتانُ شَرعاً للأنامْ

....

فيالهُ وجْهٌ قبيحٌ .. من وجوهِ العَوْلمةْ..

ويالها من رِدَّةٍ .. نحو العُصورِ المُظلمِةْ

....

يالَهفَ نفسي للضحايا الوادعينَ الأبرياءْ ..

قد فارقوا الأحبابَ والأوطانَ من غيرِ عَزاءْ

....

وللذين استُشهِدوا في عَتمةِ الليل البهيمْ ..


ماتوا وفي أفواهِهم آيٌ من الذِكرِ الحكيمْ

....

إنني أعَرفُ أن الموتَ حَتْمٌ وقَدرْ ..


وفِراقُ الأهلِ والأوطانِ مأساةُ البشرْ
  
....

وخِتامُ الأمرِ غيبٌ .. عِند علَّامِ الغُيوبْ ..


وهو رحمنٌ رحيمٌ .. وهو غَفارُالذنوبْ
  
....
  
غيرَ أنى أكرهُ البَغْيَ وترويعَ الأنامْ..


وأُحبُّ الحَقَّ والعدلَ وصُنَّاع السلامْ

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق