الشاعر محمود توفيق: خُطَوَاتُ الزمان *...

خُطَوَاتُ الزمان *...

خُطَوَاتُ الزمان *...
"من وحي زيارة لحلوان"

....
أيا نَفْحةً من زَمانِ الصَفاءِ -
تَهُبُّ على نَفسى المُتْعَبهْ ..
ذَكَرْتُ على نَفْسى المُتْعَبهْ ..
ذَكَرتُ بهاأُمنياتِ الشَبابِ -
وأشواقَ أيامِهِ الطَيَّبَة !
....
سَكَبْتُ لها الدَمعَ من مُهجَةٍ -
تَفَجَّرَ مِنها الهوى والحنينْ
وشَقَّ عليها زّمانُ الهُمومِ -
ورانَ عليها ضَبابُ السنين
....
رِفاقي .. رِفاقَ الزَمانِ الجميلِ -
لقد عِشْتُمُ اليومَ في خاطِرى
وجوهاً تَلوحُ خِلالَ الضَبابِ -
فَيَحْجُبها الدَمعُ عَنْ ناظِرى
....
شَبَبنا بتلكَ الربوعِ الزكيَّهْ ..
وعِشنا بها سَنواتٍ رَخيَّةْ ..
وكانتْ رياضاً تَسُرُّ العُيونَ -
وتَشْفى جِراحَ النفوسِ الشَقِيَّة
....
وكُنَّا كثيرينَ شَتَّى السِماتِ -
ولكنَّ أرواحنَا تَتَّصِلْ
نَكادُ نَطيرُ كسِربْ الحَمامِ -
نُخَلِّقُ فوقَ ضِفافِ الأملْ
....
ويَمضي الزمانُ حَثيثَ الخُطَّى ..
وتنفَرِطُ الصُحْبَةُ الرائعةُ
وقَدبَعثَرَتها صُروفُ الحياةِ -
مَعَ الريحِ .. فى الأوجُهِ الأربعَةْ
....
وها أنذا بَعدَ مَرِّ الزَّمانِ -
أعود‘ لتلكَ الرُبوعِ القديمةْ ..
أسائلِهاأينَ راحَ الرِفاقُ -
وأستَلْهِمُ الذكرياتِ الحميمةْ
....
فيُدْهِشُنى أنها لا تُحِسُّ -
ويُحزِنُنى أنَّها لا تُجيبْ ..
وأسمَعُ فى ضَمْتِها والسكونِ -
صَدَى خُطواتِ الزمانِ العجيب!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق