الشاعر محمود توفيق: معزوفَةُ النار والجراح

معزوفَةُ النار والجراح

عن البوسنة:
معزوفَةُ النار والجراح

طِرْ إلى "البوسنةِ" ياسِربَ الحَمامْ
أبلغْ الأحبابَ عن قلبى السلامْ
طُفْ بها ..وانُثرْ أزاهيرَ الهوى
وارْوِ تلك الأرضَ من دّمعِ الغَمامْ
***
إنما "البوسنةُ" نارُ فى الَحشا
وجِراحٌ فى قلوبِ المسلمينْ
ولَظىَّ فى كل نفسٍ حُـرَّةٍ
ترفُضُ البغىَ وغَدْرَ المعتدين
***
أمَّةٌ تُطرّدُ من أوطانها
وتُسامُ الخَسْفَ فيها والعذابْ
مَرَّ عامان .. وعامٌ ثالتٌ
وهى تحيا بين ذَبحٍ واغتصاب!
***
ومن المَشْرِقِ صِرْبٌ مجرمونْ..
ومن المغربِ قومٌ مُغرِضونْ..
وحِصارٌ من خداعٍ فاجرٍ
وحصارٌ من لهيبٍ وجنون!
***
مَنْ يُجيرُ الشيخَ فى مِحْنَتهِ..؟
من يغُيثُ الطفلَ .. من يحمى النساءْ؟
أنَّةُ المظلومِ أضحتْ صرخةً
تملأُ الأرضَ وتجتاحُ السماء!
***
مجلسُ الأمنِ الذى نهذى به
هو ذئبٌ جاء كى يرعى الغَنَمْ
فأشاعَ الموتَ فى أوصالِها ..
وتولَّ .. وهو خِصمٌ وحَكَم!
***
ونظامٌ عالمىُّ شائنٌ ..
هو للقوة والمال رهينْ
فهو للعدلِ جدارٌ مائلٌ
وهو للبغى ولِىٌ ومُعينْ!
***
وعلى الأرض بقايا أُمَّةِ
غرقت فى لُجَّةِ الصمتِ المُريب
كشظايا السيف غاصَتْ فى الثرى..
كشُعاعِ الشمسِ أخفاها المَغيب
***
أُمَّةُ الإسلام أضحت مغنَماً
وطعاماً سائغاً للآكلينْ..
لم يَعُدْ فى أرضِهاٌ معْتصِمٌ
يمنعُ الغِيلَ .. ويَحمى الخائفين!
***
يسألُ الحكَّامَ عنها ربُّهمْ..
يومَ تُجزَى النفسُ محتومَ الجزاءْ
أغرَقوا الأُمَّةَ فى أهوائهم
وأشاعوا الضعف فيها والشقَاء
***
ربِّ إنا قد أضعنا أمرنا..
ربِّ.. عَمَّ الكربُ واشتد البلاءْ
فالطُفْ اللهم.. وارحَمْ ضَعفَنا..
وارفع الغُمَّةَ .. ياذا الكبرياء!
***
وانهضى يا أُمَّتى ... واعتَصمِى...
انما الشكوى سِلاحُ العاجزينْ...
وارفُضى الضيمَ ... ولاتنهزِمى ...
وثقِى بالله ربَّ العالمين.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق