الشاعر محمود توفيق: سلامٌ على بغداد *...

سلامٌ على بغداد *...

سلامٌ على بغداد *...

سلامٌ على بَغدادَ من كُلِّ غَادِرِ
ومن كُلِّ خَواَّانٍ .. ومنْ كُلِّ فَاجِرِ
سَلامٌ على شُطْئانِها ونَخِيلِها
وتِلكَ المعاني والرُبوعِ الزواهر
سلامٌ على أطفالِها وشُيوخِها
وفِتيانِها .. والماجداتِ الحرائر
سلامٌ على الأبطالِ في كُلِّ مَوْقِعٍ
يزودون عنهُ كالأسودِ الكواسر
بنى أُمِّنَا منْ وائلٍ وبُطونِها ..
بناةِ المَعَالي من إيادٍ وعامر
يُطِلُّ علينا مجدُنا منْ جِبَاهِهمْ
وتِلكَ الوجوهِ الزاهياتِ النواضِر
.....
تَناهَتْ إلى أرضِ النَبِّي جَحافِلٌ
أناخَتْ على بَيْدائِها والحَواضر
أفاضوا لها من كُلِّ جِنْسٍ ومِلَّةٍ
رِجالاً ورُكْباناً على كُلِّ ضامِر
وما يَمَّموا البيتَ العتيقَ تَضرُّعاً
وشوقاً إلى أركانهِ والمشاعِر ..
ولكنْ لذَبحِ المسلمينَ وقَهرِهمْ ..
وإلباسِهم ذُلاً إلى يوم حَاشِر !
....
يقولون قد جِئنا لعَدلٍ ورَحمةٍ
وإنصافِ مَظلومٍ .. وتأديبِ جائر ..
وما صَدَقُوا يوماً .. وتِلكَ دِماؤنا
تسيلُ على انيابهم والأظافر
فلسطينُ فى أسرِ اليهودِ رهينةٌ
وما نفذتْ مأساتُها للضمائر
مَضَى نِصْفُ قَرنٍ والجِراحُ ثخينةٌ ..
وهُمْ بين حامٍ للعدوِّ وناصرِ
يقولون لا رَبطٌ .. وتِلكَ خديعةٌ
وحُجَّةُ مخدوعٍ .. وقَولةُ ساخِر
فما ضَرَّ لَو تُؤسَى الجِراحُ جميعُها
لنُشفَى من الدواءِ الوبيلِ المُخامِر !
....
ألا إنَّ تحريرَ الكزيتِ لَعِلَّةٌ
بَواطُنها مَحجوبةٌ بالظَواهِر ..
فإن كان تحريرُ الكويتِ بسحقُها ..
ونَسفِ أراضيها .. ونبشِ المَقابِر ..
وإنْ كانَ في ذَبحِ العراقِ وأهِلهِ
ونَشرِ الرزايا فوقهُ والدياجِرِ ..
فما هو تحريرٌ .. ولكنْ جَريمَةٌ
تَحِلُّ على أقدارِنا والمصائر
تَفيضُ على كُلِّ الشعوبِ بعارِها..
وتَبعْثُ أهوالَ العُصورِ الغوابر !
ألا إنَّهُ النَفْطُ الذي قد أتى بهمْ
خِفافاً .. كأسرابِ الجَرادِ المُهاجر ..
وحِقدٌ سَقَتْهُ العُنصريَّةُ نارَها ..
تأجَّحَ في أعماقِهم والسَرائر ..
وحِرصٌ على عِزِّ اليهودِ وذُلِّنا ..
تحكَّمَ في أبصارهِمْ والبَصائر !
....
سلامٌ على بغدادَ ما لاحَ بارِقٌ ..
وما أشرقتْ شمسُ الضُحى بالبشاير
سلامٌ تُزَكِّيةِ المُروءةُ والهوى ..
وآصِرَةُ القُربى .. وفَيضُ المشاعر
يُردِدهُ من جانبِ النيلِ شاعرٌ ..
وكمْ يَنطِقُ التاريخُ في قَولِ شاعر !

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق