الشاعر محمود توفيق: ليلى المريضة بالعراق *...

ليلى المريضة بالعراق *...

ليلى المريضة بالعراق *...

" يقولون ليلى بالعراقِ مَريضةٌ "
فقلبي جَريحٌ عِدها وكَسيرُ
كَفَى شَجَناً أنَّ العراقَ مُكَبَّلٌ
زَهينٌ بأغلالِ الهمومِ أسيرُ
تَحُفُّ به الأنواءُ من كُلِّ جانِبٍ
ويَغْشاهُ ليلٌ بالشقاءِ مَرير
فواحَزَناً لو يَنْفَعُ الحُزْنُ والأسى
وتُشْفَى من الهَمِّ الثَقيلِ صُدور
أبهلَكُ أبناءٌ هُناكَ وإخَوةٌ
وليسَ لهم في النائباتِ نَصير ؟
أتَفْنَى ذَاراريهمْ وتَشقَى نساؤهمْ
ونحن قُعودٌ ها هنا وحُضور !
مَعاذَ إخاءٍ بيننا وأواصِــر
غَذَتْها أُصولٌ بالهوى وجُذور
" دمُ الوُدِّ والقُربى وإن كانَ ظالِماً "
عَزيزٌ علينا سَفْكُهُ وعَسير
فَمَنْ مُبْلِغٌ عنى الرئيسَ رسالةً
يَجيشُ بها في المُخْلِصينَ ضَمير:
مُبَارَكُ .. قدأُعطيتَ رأياً وفِطْنِةً
فأنتَ عليمٌ بالأمورِ بَصير
ولولاكَ رَبُّ العالمينَ مكانةً
تُطالِعُها شمسُ الضُحى وتُشير
فَمُدَّ يَداً مِصريةً عَربيَّةً
لها نَسَبٌ في الأكرَمينَ شَهير
وكَفْكِفْ جِراحاتِ النُفوسِ بحِكْمَةٍ
تِشُقُّ غَياباتِ الدُجَى وتُنير
فمِثُلكَ مَنْ يُعْطى المروءةَ حَقَّها
ويَدفَعُ صَرْفَ الدَهرِ حينَ يُغير
وأنتَ خليقٌ بالمكارمِ والعُلا
وبالبَاقياتِ الصالحاتِ جَدير

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق