الشاعر محمود توفيق: الزيارة *...

الزيارة *...

الزيارة *...
" لمحة من الماضي "
....
أراكِ تُقبلينَ منْ بَعيدْ ..

وبيننا الحُرَّاسُ والجنودْ..

وضابطٌ مُنتفِخُ الخُدودْ ..

يُعْجِبُهُ حِذاؤهُ الجّديدْ ..

.... وأنفُهُ الكبيرْ ..
....

وألمَحُ في عُيونِكِ البريئهْ ..

تَحِيَّةً وثَّابَةً جَرئيةْ ..

ونَظرَةً جَيَّاشةً وّضيئة ..

ومَطْلَعَ ابتسامةٍ خبيئة ..

.... تُطِّلُّ كالعُصفورْ !
....

ها قَدْ أتى سعادةُ المأمورْ ..

يَخْتالُ كالإسكندرِ الكبيرْ ..

بوجِهِهِ المُكتَنِزِ المَجْدورْ ..

وشَعْرِهِ الغارِقِ في العُطورْ ..

وشاربٍ مُنَمَّقِ صغيرْ ..

.... كشاربِ الصَرصوْرْ !
....

ها هو ذا قَد أصدَرَ الإشارَةْ ..

فجَلْجَلَ الشاويشُ بالصُفّارةْ ..

وجَعْجَعَ الضابطُ بالعِبارةْ:

عودوا .. فقدْ أُلْغِيَتْ الزيارةْ ..

.... وسَعيُكمْ مَشكورْ !
....

أراكِ تذهبينَ من بَعيدْ ..

وبيننا الأغلالُ والقيودْ ..

وزُمرةُ الضُبّاطِ والجُنودْ ..

ودَولةُ الحُكّامِ .. والعَبيدْ ..

.... والسيدُ المأمورْ !

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق