الشاعر محمود توفيق: حان وقتُ الرحيل *...

حان وقتُ الرحيل *...

حان وقتُ الرحيل *...

....
حانَ وَقتُ الرَحيلِ .. قلْتَحْمِلي يا
ريحُ وَجْدي ، ولتنثُري أشواقي ..
ولتَطوُفي على مَواطنِ أحبابي
ومَغْدَىْ صَحَابَتي ورِفاقي
وَودَعاً يا مَشرق الشَمْسِ فى الوادي
وعُرسَ الغُروبِ في الآفاق
وَودَعاً للبدرِ ، للنهَرِ ، للزَهرِ -
لسِحرِ الشِفاهِ ، والأحداق
قد صَحِبنا الجَمالَ والحُبَّ يا
قَلْبى مَليّاً .. وحانَ وقتُ الفراق
....
حانَ وَقتُ الرَحيل .. إذ أدْلجَ الرَّكْبُ ،
فحَثُّوا خِفافاً ، وراحو
وتَوَّلى الصَفَاءُ والأُنسُ ، فالقلبُ
عَليلٌ ، قدأثخنته الجِراحُ
ذبُلتْ زَهْرةُ الشَبابِ ، فلا طيرٌ
نعاها ، ولا بَكاها صَباحُ
وتَمشَّتْ العَيشِ في الروحِ -
فغاضَ الهوى ، وَولَّى المِراحُ
وغدت روضةُ الحياةِ يباباً ..
وهشيماً قد بعثَرتْه الرياحُ
....
حان وقتُ الرحيلِ .. فاغفرْ ذنوبي ..
يا إلهي .. وانظُرْ بعَطْفٍ إليَّا
أنا لولا مشيئةٌ منكَ ما جئْتُ
ولولا رضاكَ لمْ أكُن شيّا
لم أكُنْ غيرَ قَبضَةٍ من تُرابً
بَعْثرتْها الرياحُ ، نشراً وطيا
أنت رَبِّي ،وخالقي ، ومُجيري
ولكَ الحمد ، بُكرَةً وَعَشيَّا
فتَقَبَلْ ضَراعَتى ، وخُشوعي ،
وامْحُ عني الضَنى ، وخُذْ بيديا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق