الشاعر محمود توفيق: الشيخُ المناضل *...

الشيخُ المناضل *...


الشيخُ المناضل *...

"  فــي رثــاء المناضـــل :
مبارك عبده فضل "


.... 
الرفيقُ القديمُ قد غادرَ الدُنيا -
  
خفيفَ الخُطى ، وشَدَّ الرِحالا ..
  
وهو قُطبُ الرَحى ، ومن عاشَ فينا 

نِصفَ قرنٍ يُعَلَِمُ الأجيالا

ويقودُ المناضلينَ على دَرْبِ -
  
البطولاتِ ، فتيةً ورِجالا
  
صَخرةٌ من صلابةٍ تَقْهرُ الصَعْبَ - 

ونَهرٌ عطاؤهُ يتوالى
  
....

ومزيجٌ من البَساطةِ واللُطْفِ -
  
يَسودُ الأقوالَ والأفعالا 

تتوالى العهودُ وهو مقيمٌ

لا تنالُ الخُطوبُ منه مَنالا

صامِدٌ ، صادِقٌ ، حَمولٌ ، صَبورٌ

يَغلِبُ السجونُ إلا يَقيناً

أو يَزِدْهُ العذابُ إلا احتمالا
  
كصخورٍ سوداءَ في نِيلِ أسوانَ -
  
استقرتْ ، ولاتُريد انتقالا
  
....
  
غير أنى مازِلتُ أذكرُهُ شيخاً -
  
صغيراً ، مُهّذَّباً ، مِفضالا

أزهرياً مُعَممَاً ، ناحِلَ الجِسْمِ -
  
يخوضُ الكُروبَ والأهوالا
  
وإذا الأزهريُّ يغدو زَعيماً
  
وحَكيماً ، وقُدوةً ، ومِثالا

....

يا رفيقَ الشَبابِ ، والزَمنِ اليانعِ
  
حُبَّاً ، وصُحْبَةً ، ونِضالا ..
  
جَمَعَتْنا وفَرقَتنا المقاديرُ
  
مَعَ الرِيحِ ، يَميَةً وشِمالا
  
غيرَ أنّ الوِدادَ مازالَ في القَلبِ -
  
مُقيماً لا يستطيعُ ارتحالا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق