الشاعر محمود توفيق: إلى الحرية

إلى الحرية

إلى الحرية *

إيه يا أمُّ .. مِعصَمى هَدَّه القيدُ .. وسالتْ من الجِراح دمائى

والسياطُ التى تعربِدُ فى ظهرى تُغنى .. فيا له من غِناء !

أطبقتْ ظُلمةُ الخطوب على  عينىَّ حتى جهلت لون الضياء

والشقاءُ الذى تناثر حولى .. فاضَ حتى ألفت طعم الشقاء

والفَناءُ الذى أراه بعينىَّ تمادى .. حتى رأيت فنائى !

***

إن يكُن فيكِ مسنى الضُرُّ .. وانهالت على القلب حالكاتُ الخطوبِ

وتراميتُ فى بحارٍ من الحُزن وأمسيت غارقاً فى نحيبى

فلكَمْ لُحتِ كالشهاب لعينىَّ فبددت وحشتى وكروبى

***

من خلال الأحزان أسمع نجواك وأُصغى لرنَّةٍ من نشيدِكْ

ووراء القضبان يبدو لعينى .. بارقٌ يبعثٌ المنى من وعودك

فإذا خيَّمَ على روحى .. تذكرت أننى من جنودك

***

أنشدينى .. فما أرقَّ حواشيكِ .. وما أعذبَ المُنى فى غِنائكْ

أرسلى نورَكِ المُقدَّسَ للأرض .. وبُثِّى أشعةً من سمائك

طائفٌ منك عادنى .. أيقظَ القلب وأذكى مشاعلاً من ضيائك

فصَحَتْ فى دمى أناشيدك السكرى .. ودوَّى فى الروح رَجعُ غنائك