الشاعر محمود توفيق: مرثية للنجم الغائب

مرثية للنجم الغائب

مرثية للنجم الغائب

شمسنا لا تتألق...
نيلنا .. لا يتدفق ..
قلبُ أفريقيا لهيبٌ يتحرّق ..
ونياطٌ تتمزق ..
ثغرها أخرسه الحزنُ فأَطبق ..
رأسها أثقله الهمُّ فأَطرق ..
يومها ليلٌ مؤرق ..
أمُسها بالظلم .. والظلمة مرهق ..
غدها فى الغدر والقسوة مغرق !
***
هل مضى العام الحزين ؟
هل مضى عام ومحجوبٌ دفين ؟
هل مضى عامٌ ولم يُخرُج على رأس الرجال ؟
هل مضى عام ولم يُصدر نداءً للنضال ؟
هل مضى عام ولم يسطع من الخرطوم-
وهجُ العبقريه ..
وأريجُ الأَريحيه !
هل مضى عامٌ شعَّ السَنى من مُقلتيه ..
حاملا ومضَ فؤاده !.
هل مضى عامٌ وما فاضت عطايا راحتيه ..
لبلاده ؟
***
عجباً .. كيف انقضى العام وقلبى ..
لم يحطمه العذابْ ..
وتباريح الفراق ..
لا ولم تسحقه أهوال المصابْ .
وعذابات الرفاق !
ألأَن القلب قد أصمته آلاف النصالْ ..
فتولاه الخبال ..
أم لأَن القلب قد أدركَ أن الأَمر كلَّه ..
محضُ وهمٍ وضلالْ ..
وتهاويل خيال ..
ومحال ..
فهو حى ما يزال ؟..
***
قتلوا النجم .. فهل هم قتلوه ..
هل نُصيب النجمَ طلقات البنادق ؟
شنقوا الفجر .. فهل هم شنقوه ..
هل تصدُّ الفجرَ أعودُ المشانق ؟
أحرقوا البحرُ .. فهل هم أحرقوه ..
هل تنال البحرَ نيرانُ الحرائق ؟
***
فليكن قد مرَّ عامً إثر عامْ ..
أو مضى من بعده عمرٌ طويل ..
ما يكون العامُ فى تاريخ مجدٍ لا يزول !..
ما يكون العمرُ فى دهر خلودٍ لا يحول !..
ما يكون الدهرُ من يومِ مماتك !
ما يكون الموت من صحو حياتك !
فليكنْ نجم الدجى غاب وأخفاه الظلام ..
ما يكونالنجمُ من فرطِ عُلاك ؟
فلتكن شمس الضحى مالت وواراها الغمام ..
ما تكون الشمسُ من وهج سناك ؟
فلتكن ريحانة الروض ذوتْ ...
وهوتْ تحت الرغام ...
ما يكون الروض من عطر شذاك ؟..
فليكن للحزن فى قلبى مُقامٌ .. وضِرام ..
ما يكون الحزن من زهو فخارك ..
وتباشير انتصارك ؟
***