الشاعر محمود توفيق: القاضى العادل ...

القاضى العادل ...

القاضى العادل ...
  
عِندما يَظْهرُ قاضٍ عادلٌ
تُشرِقُ الأرضُ بأَنوارِ السماءْ
ويَشيعُ الدفءُ فى أرجائِها
ويَرِّفُ الوردُ فى قَلبِ الشِتاء !
ويَرى الإنسانُ فى جَوْفِ الدُجَى
.. رَحمةَ الله .. وفَضلَ الأَنبياء !
...
عندما يَظهرُ قاضٍ عادلٌ
.. يَنصُرُ الحقَّ . ويَحمى الضُغاءْ
يَبسِطُ الله له من فضْلِه
حِكمه القَلبِ وإشراقَ الذكاء !..
ويَقيهِ الله مِن عِزَّتِهِ ..
بسيَاجٍ .. فهو أقوى الأَقوياء !
قُوَّةً تنبُعُ من أعماقِهِ
.. مِثلما يَنبُعُ فى الفَجر الضِياء
تَغْلِبُ النفسَ على أهوائها
وتُشيعُ العزمَ فيها .. والمَضاء
تَعرِضُ الدُنيا له فِتنتها
.. وهو يَستعصِمُ منها بالإِباء !..
كُلَّما حَاقتْ به ظُلمتُها ..
أشرقتْ فيه شُموُس الكِبرياء !
...
فإذا عادَ إلى بَارئِهِ ..
يومَ تَلقَى النفسُ مَحتومَ الجَزاء ..
نَظَرَ الحَقُّ إليهِ نَظرةً
تَمسَحُ البأْساءَ عنه .. والعَناء ..
وتَلقَّاهُ بفَيْضٍ غامِرٍ
من حنانٍ .. وجَمالٍ .. وبهاء ..
فتولَّى وهو فى ظِلِّ الرِضَى ..
ناضِرَ الطَلعةِ .. مَوصولَ العَطاء
قد وَقاُه كُلَّ سُوءٍ .. أنَّهُ
كانَ فى الدُنيا .. نَصيرَ الضُعفاء
...