شجيرة
شجيرةٌ يانعةً رطيبة..
قد نبتتْ فى حيِّنا الفقير.
تُلقى على أيامنا الجديبة..
تحيَّة الظلال والعبير.
***
وجدتها هناك فى الصباحْ
رأيتها تميلُ..تعتدلْ
ترقصُ فى ملاعب الرياح
تفيضُ بالشبابِ والأَمل.
***
رأيتُ فيها ومضةً عُلويَّة
وبسمةً وضّاءةً سحريَّة
ونفحةً من عالم الرضا..
تشيعُ فى البراعم الفتيه!
***
ومرَّ ذاك الصبحُ كالشهابْ
كما تمرُّ نسمةُ الجنوب..
كما تمرُّ ميعةُ الشباب.
لتترك الحسرة فى القلوب!
***
وعُدتُ قبل عَتمةِ المساءْ
وَجَدْتُ جمعاً حولها يدور..
ولغطا يَشيعُ فى الفضاء
وغضباً يجيش فى الصدور..
***
ثم استقرتْ موجةُ الزحامْ..
وانتظمتْ معالم الأُمور..
وانطلقتْ جحافلُ الكلام..
على خيول الجهلِ والغرورْ!
***
تكلّمَ الخُرسُ..فأسمعوا..
وأطنبَ الحمقى..وأبدعوا..
والحكماءُ..فى وقارهمْ..
تفضلوا..فنظَّروا..وشرعوا!
***
"فرغم أنها" شجيرةٌ صغيره..
"لكنها" ظاهرةٌ خطيره!
"ورغم أنها" تعطِّر الهواء..
لكنها ستحجب الضياء!
"ورغم أنها .. وأنها" ..
" لكنها .. لكنها .."!
***
كنتُ عرفتُ الرَمْىَ بالسهامْ..
والقتل بالرصاص..والسكينْ..
وما عرفتُ القتل "بالكلام"..
ولا بسيف الحكمة الرصينْ !
***
أردتُ أن أثور..أن أمانعْ..
لكن صوتى ضاع فى الزحام..
حاولت ان أذودَ..أن أدافعْ..
فأوشكتْ تدوسى الأَقدام!
***
وأقبل المساءُ بالأَحزانْ..
وخَّمتْ فى ظِلِّه السكينة..
ولم تعُدْ تقوم فى المكان..
شجيرتى اليانعةُ المسكينه!
***
وأقبلَ الصباحُ من جديدْ..
وعُدْتُ نحو البُقعةِ الحبيبه..
فأّبصرتْ عيناى من بعيد ..
شجيرة يانعة رطيبة..!
***