الشاعر محمود توفيق: الى لومومبا الشهيد

الى لومومبا الشهيد

الى لومومبا الشهيد
  
فليكن شعرى كأَنَّات الجراحْ ..
فليكن شعرى كأَنفاس الرياح ..
فليكن أحزان ليلٍ حائرٍ ...
فليكن دمعاً عل خدِّ الصباح
***
فليكن دمعة حزن وأسى ..
ذرفتها عين باتريس الصغير
حين نحَّى لعبةً يلهر بها ..
وغدت لعبتُه الحزن الكبير !
***
فليكن خفقةَ حُزن جارفٍ .
خفقت فى قلب "جوليانا" الكسير
إذأطلَّ اليُتمُ فى أيامها..
***
فليكن لوعة حُبِّ ضائع
عصفتْ فى قلب "بولين" المصاب
حين قصَّتْ فى حِداد شعرها
ومشت حافيةً فوق التراب
تطأُ الأَشواك من لوعتها
وهى تمشى فوق صَخرٍ وحِراب
بُعِثتْ إِيزيسُ من مَرقدها
ومشتْ فى الأَرض سوداء الإِهاب !
وعلى الثغر سؤالٌ حائر
وعلى الوجه ضياعٌ وعذاب
***
فليكن صيحةَ حُزن وانفعالْ
صيحةَ جاش بها صدر "جمال:
إذ مضى والأَرضُ نارٌ حوله
طالباً ثأَر أخيه فى النضال
حمل العبء على كاهله ..
وهو يمشى تحت أعباء ثقال !
***
فليكن شعرى كصيحات الشعوبْ ..
حينما هَبَّتْ على وقع الخيرْ
كهدير الموج يعلو غاضباً ..
كهزيم الرعد دوَّى بالخطر
***
فليكن شعرى كصيحات اتهامْ
للذى لطَّخَ أعلامَ الأَممْ
وأحالَ العدلَ دمعاً ودماً
وأحال الأَرض ناراً تضطرم
والتوى بالحقِّ عن أصحابه
وتولى .. وهو خِصْمٌ وحكم !
***
فليكن شعرى كطلقات رصَاصْ ..
كحراب مشُرعاتٍ للقصاص ..
نبتتْ فى جيش "لومومبا" الشهيد ..
وهو يمشى تحت رايات الخلاص
***
وليكن موتك بعثاً خالداً ..
لانتفاضات الشعوب الزاحفه
حينما تمضى إِلى غاياتها
فى اندفاع كاندفاع العاصفه !