الشاعر محمود توفيق: مـا بعد الحب ...

مـا بعد الحب ...

ما بعد الحب ...

إلامَ تُكابِدُ هذا الجوى
وتَحملُ فى النَفسِ هذا العذابْ !
تُمرِّغُ وجهكَ خَلفَ الجَمالِ ..
وتَسكُبُ دَمَعَكَ خَلف الشباب
كأَنكَ تحلَمُ بالمستحيلِ ..
وتجرى مع الوَهم خَلفَ السراب !
إذا كانَ قلبُكَ لا يرتوى ..
فأَينَ المفرُّ ... وكيف المتاب !
...
تَنَاثرَ قلبُك مثل الهشيمِ
مع الريحِ .. فى الأَوْجُهِ الأَربَعه !
تمرُّ الحياةُ .. ويمضى الزمانُ..
بعيداً .. ولا تهدأُ الزوبعَه !
وما زلتَ تَصبو لسحر الجَمالِ..
وتهفو إلى كأَمه المُترعَة
ويأَتى النذيرُ ... وراءَ النذيرِ ..
وهيهاتَ .. هيهاتَ أن تَسمعه !
...
وهَبْكَ سَلْوتَ عُهود الهوى ...
وأقصاكَ عنها زمانُ الهموم ..
وأُنسِيتَ وَقْدَتها فى الدماءِ...
وصَوْلَتها فى الفؤادِ الكَليم
فْهل تَسلمُ العينُ من نظرة
تُعيدُ إليك الضِرامَ القديم !
وهلْ يَسلَمُ القَلب مِن خفقةِ
تُطيحُ به فى مَهاوِى النُجوم !
...
تدَلَّهتَ بالحُسن حتى شقِيتَ ...
وأدْمَنْتَ شِقوتَه والفُتونْ !
تُطالِعهُ فى بَريقِ الشِفاهِ..
وتَعرِفه فى وَميض العُيون ..
وفى بَهجَةِ القَدِّ عِندَ المَسيرٍ ...
وفى فِتنةِ القَدِّ عِندَ السُكون
جَمالٌ تَفيضُ له المُقلتانِ ...
ويَطَغى على القَلْبِ شَجوٌدفين !
...
يَلُوحُ لعينيك وجَهُ الجمالِ ...
كطيفٍ تَمنِّعَ فى رفعتِهِ !
كأَنكَ تَحَرُثُ وجْهَ المحيطِ ..
لتستنبتَ الوردَ فى لُجَّتهِ !..
وتسعَى إلى الأُفقِ فى لَهفة
لتَغمِسَ رُوحَكَ فى زُرقته !..
أصابَ فؤادَك عِشقُ الجمالِ ...
وهيهاتَ يَبرأُ من عِلَّتِه !!
... 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق