الشاعر محمود توفيق: الصدر الجريح

الصدر الجريح

الصدر الجريح *

كتبت سنه 1951 أثناء الكفاح المسلح



ضد الانجليز فى منطقة القنال

قَدَمُ المستعمر الغاشم تمشى

فوق أشلائى .. ودمعى .. والعيونْ

فوق قلبى .. وهو مازالت به

رِعشةُ البغضاء والحقد الدفين

فوق صدرى ..وهو مازالت به

ثورةٌ كالموج تعوى فى جنون

*** 
من سنا المشرِقِ برقٌ خاطفٌ

ومن المغرِبِ ريحٌ لاتنامْ

وعلى الآفاق سخطٌ زاحفٌ

وعلى الأرض لهيبٌ وضرام

لم تزلْ تنفخُ فينا نارها

هذه الأرضُ ... وتدعو للصدام

وتنادى لكفاحٍ خالدٍ

وطناً حُراً .. وشعبا لا يُضامْ

*** 
والجماهير بطولات تصيحْ

تتحدى الموت بالصدر الجريحْ

ترجُف الأيام من أقدامها

حينما تخطو .. وتندكُّ الصروح

قِصَّتى .. قصتها حين رَوَتْ

فوعاها مسمع الكون الفسيح

مَصرعى .. مدمَعُها حين بكت

فأهاجت مدمع الكون القريح

*** 
وأنا الدِرعُ إذا البغى رمى

أتقى الطعنةَ بالقلب الكبيرْ

لن ينالَ البطشُ منى مغنما

حين يقسو .. وهو فى النزع الأخير

*** 
قَدَمُ المستعمر الغاشم تمشى

فوق أرضى .. وهى بالحقد تميدْ

يحتمى بالخوف من مصرعه ..

ويَرُدُّ الخوف عنه بالحديد

ترجُف الآفاق رعباً حوله

وهى تهتزُّ على وقع النشيد

صرخاتُ الشعبِ قبضاتُ الردى

وعويلُ الهول فى اليوم الشديد

*** 
قد صحا الأحرارُ من بيضٍ وسودْ

كتلٌ هَبَّتْ لتحطيم القيودْ


أممٌ تنساب فى ثورتها

وهى تحدو موكب الصُبحِ الجديد

*** 
وأنا الدرعُ إذا البغىُ رمى

أتقى الطعنة بالقلب الكبير

ل ينال البطشُ منى مغنما

حين يقسو ... وهو فى النزع الأخير