الشاعر محمود توفيق: الى جاجارين

الى جاجارين

الى جاجارين

تُحَيِّى شبابَك كلَّ الشعوب ..
وتهتف باسمك كلُّ الدولْ ..
وأنت هنالك بين الجموع ..
وبين الغِناء .. وبين القُبل
وحولك ترقصُ كل القلوبِ ..
على رنَّةِ الفرح المُتَّصِل
إليك جاجارين يهدى القصيدُ ..
وتهدى إليك زهور الأّمل
***
وقفت على عَتباتِ الغيوب ..
تُراقب سرَّ الوجودِ المَصون
فأَبدى لك الكون من سِرَّهِ
ضياءً تحجَّبَ عَبْرَ القرون
وحلَّقْت فى رحَاتِ الفضاءِ ..
إلى حيث لم يحلم الأَولون
إلى حيث تُلغى قُيودُ المكان ..
ويمحو الزمانُ حدودَ السنين
***
ولاحتْ لك الأَرض بين الشموس ..
تتيهُ بأَنوارها الساطعهْ
تَطلُّ على شُرفاتِ الوجودِ
بزرقتها الحُلوة اليانعه
كزنبقة أنبتتها المروجُ ..
لتبرِز فتنتها الرائعه
مَحاسِنها تتحدى العيونَ ..
فترتدُّ حاسرةً خامعه !
***
وغنَّتْ لك الأَرض لحن الحياة ..
بأَنغامها العذبة الحانيهْ
وأنت هناك .. تقود الحياة
إلى قِمَّة رحبَة عاليه
فكنت لنا المُقلة الغاليه ..
وكُنا لك الأُذُن الصاغيه
إذا أرسلتْ شفتاك الكلامَ ..
تلقَّته أرواحُنا الواعيه
***
خرجت وحيداً تشق الطريقَ
إلى عال م مُنذر بالخطرْ ..
وفى ساعة فذة الزمان ..
تلاقى حواليك كل البشر !
تلاقوا على لهفةِ الأَقربينَ
إلى عودةِ الغائب المنتظر ..
تلاقوا على فرحةِ الناظرين
إلى وجهِك الباسم المنتصِر
إلى عالم مُشرقٍ بالجلال ..
يُضىءُ خلال غد مزدهر
***
جاجارين .. كيف رأيت الأمورَ ..
وقد رحت ترنو لنا من بيدْ
فهلْ أبصرتْ مُقلتاك الحدودَ ..
وهل أبصرتْ مُقلتاك القيود ؟
وهل أبصرت مُقلتاك النزاع
على الأَرضِ ما بين بيض وسود ؟
وذاك يُقادُ .. وهذا يقودُ ..
وذاك يُسادُ .. وهذا يسودُ ؟
أم أندمجَ الكل فى وحدةٍ
تجلتْ مظاهُرها فى الوجود !