الشاعر محمود توفيق: إلى صديق

إلى صديق

إلى صديق


أنا لن أنوح إذا جفانى الأصدقاءُ ...

فإن فى قلبى ... ينابيعُ الصداقة ...

وإذا زهور الوُدِّ أذبلها الجفاءُ ...

فإن فى طيات قلبى ... أَلفُ باقه !

ياصاحبى .. هوِّن عليك الأمر ...

إنى لن ألومك ما حييتُ .. ولن أُعاتِلبْ ..

عشنا ... وكم من غمرةٍ مَرَّتْ ...

فلم تقفْ الحياةُ بنا .. ولم تَخْبُ الكواكبْ ..

عَبَرَتْ بنا الأيام مَرحلةَ الخُطورة ...

حيثُ تصطدمُ المشاعِرُ بالنوائب ..

حاشا الصداقةِ .. والكرامةِ ...

أن أزاحمك الطريق ... إذا تزاحمتْ المناكب ..

لك من مطامحك البعيدةِ صاحبٌ .. يُنْسِى ...

ولى من غمرة النسيان ... صاحبْ !

*** 
وغداً ... إذا التقتْ الوجوه على الطريق ...

ولم تُغَيِّبْها الحوادثُ ... والمنونْ ...

فى زحمة الدنيا المليئة بالحياة .. وبالوجوه ..

وغَفلةِ الزمن الضنين ...

وبَدَتْ على القسمات آثارُ الحواديث ..

والمتاعب ... والنوازلِ ... والسنين ..

فلسوف أُخفى عن عيونك كل ما فى القلب ...

من ألمٍ ... ومن حُزنٍ دفين ...

ولسوف تنفرج الشفاهُ كعهدها الخالى ...

وتبتسم الملامحُ ... والعيون !