ليلة
الطوفان *
ليلةُ
الطوفان .. والهولِ الكبيرْ
والمآسى
.. والشقاءِ الكاسرِ
لستُ
أنساها .. ولا الدمعَ الغزير
وهو
حولى كاللهيبِ الثائرِ
***
إذ
مضينا للبطاح الجائعة
والقُرى
ترفُلُ فى أشباحها
نتهاوى
كالكلاب الضائعة
وهى
تنكَتُّ على أتراحها
***
فزعُ
الموتِ .. وأحلامُ الجياعْ
وعلى
الآفاقِ أصداء النحيبْ
والغدُ
المخبوءُ .. والأمسُ المضاعْ
وبكاءُ
الطفل فى اليوم العصيب
***
بينما
الشعبُ ترامى فى العراءْ
صاخباً
فى يأسه والأملِ
وعيون
الناس تجتاح السماءْ
وهى
ترنو للصباح المُقبلِ
***
بينما
الأطفال من بين الجحورْ
يتهادون
.. عرايا .. عابسينْ ..
بينما
الأرض من الخزى تمور
تحت
أقدام الضحايا البائسين ..
***
إذ
سمعنا ضحكاتٍ فاجراتْ
قد
أتت من شُرفة القصر الكبيرْ
تتعالى
من قلوبٍ خاليات
ويشيع
الدفءُ فيها والسرور
***
فتلاقتْ
لحظةً أبصارُنا
ثم
أسرعنا جميعاً بالمسيرْ
وتلاشتْ
فى الدجى أشباحُنا
وهى
لا تدرى إلى أين المصير !
***
غير
أن الموجَ يعوى فى جنونْ
ويُدَوِّى
كالرعود القاصفه
وغداً
يجرف أنقاضَ الحصون
وهى
صرعى فى مَهَبِّ العاصفه