الشاعر محمود توفيق: وداع

وداع

وداع *

ألأنى قد تذكرتُ الربوعْ ..

وبقاعاً قد ذرعناها سَوِيَّا ..

وقُرىً تمتد ظِلِّ الربيع ..

شَرِقَتْ بالدمع عينى ..

حين ودعتُ صديقى ؟

*** 
أمْ لأنى قد تذكرتُ الوجوه ..

وبَدَتْ من بين أستار الضبابء ..

قَسماتٌ ثابتاتٌ للصعاب ..

وشفاهٌ باسماتٌ بالأملْ ..

وعيونٌ مشرقاتٌ باليقين ..

شرقتْ بالدمع عينى ..

حين ودعتُ صديقى ؟

*** 
أمْ لأنى قد تذكرتُ القيودْ ..

التى تربطنى اليوم هنا ..

من جبالٍ ورمالْ ...

وحِرابٍ مشروعاتْ ..

شرقتْ بالدمع عينى ..

حين ودعتُ صديقى ؟

*** 
أم لأنى قد تذكرتُ الصراعْ ..

وتصورتُ جُموعَ الزاحفينْ ..

واندفاعَ الثائرينْ ..

ونِداءَ المعركة ..

شرقتْ بالدموع عينى ..

حين ودعتُ صديقى ؟

*** 
أم لأنى قد تمثلتُ الخطرْ ..

الذى يرنو إليه بالوعيدْ ..

وأنا عنه بعيدْ ..

واحتياجاً فى العيونْ ..

...للمُعينْ ...

لذراعٍ لا تلين ...

حين يشتدُ الخطرْ ...

شرقت بالدمع عينى ...

حين ودعتُ صديقى ؟

*** 
أم لأن الصُبحَ قد كان ندِيا ..

وشُعاعَ الفجر رَفَّافاً وضيا ..

وفؤادى خافقاً فى أضلُعى ..

ونشيداً يرتمى فى مسمعيا ..

شرقت بالدمع عينى ...

حين ودعت صديقى ؟