الشاعر محمود توفيق: حرية شعبى

حرية شعبى

حرية شعبى *


إن حُرِّيةَ شعبى لم تمتْ

إن مستقبله لا يُقبَرُ

سوف نتجاب الليالى الحالكة

وهو صرحٌ شامخٌ لايُقهر

كم توالت قبلها من ظلماتْ

لم يكن فيها شعاعٌ من ضياءْ

كم تبدى الصبح حلماً شاحباً

ذابل الأنوار .. مسلوب الرواء

كم أتى الليل بنارٍ وحديدْ ..

وجبالْ من عتادٍ وسلاحْ

وصُراخٍ .. وانتقامٍ .. ووعيد

غير أن الشعب يمضى فى الكفاح

وانتصاراتٍ توالت .. وهزائمْ

من يد المستعمرين الغاشمة

وخياناتٍ ... وبطشٍ .. وجرائم

من أكفٍ خائناتٍ مجرمه

وطبولٍ فاجراتٍ ..  وزمورْ

وأكاذيبَ .. وغِشٍ .. وخداعْ

وفتاوى كاذباتٍ .. وبُخور ..

غير أن الشعب يمضى فى الصراع

فى صراعٍ يُنضِجُ الدمعَ الكظيمْ ..

ويُذيبُ الصخر فى الأرض العوانْ ..

ويُثير النار ترعى فى الهشيم ..

فى سعيرٍ من لهيبٍ ودخان

إنها الثورة تغلى وتفورْ ..

إنها تسعى ليوم الانفجار

إنها مِلىءُ قلوب وصدور

وغداً تملأ أسماع النهار

سوف تمشى بين عمال المصانعْ ..

كنشيد النصر فى يومٍ مجيدْ ..

فإذا الآلاف تمضى للشوارع

وهى تحدو موكب العهد الجديد

سوف تجتاح الحقول الواسعة ..

ذات صُبحٍ .. كالبروق الخاطفة

تدفع الفلاح نحو الموقعه

فوق دقات الطبول القاصفة

فإذا فيها تباشيرُ الخلاصْ

وأمانُّى الحصادِ الضائعِ

وإذا الفلاحُ يمضى للقصاص

وهو يشدو للكفاح الرائع

سوف تمشى بين أعماق السجونْ

فوق أغلال الالضحايا والقيودْ

كالرؤى العذبة فى الليل الحزين

كسنى المشرِق يبدو من بعيد

فإذا الأغلال والقيد حُطامْ

تحت أقدامِ الزحامِ الثائرِ

وإذا بالشعب يمضى للصدام

وهو يشدو بالنشيد الظافر