الشاعر محمود توفيق: الى لبنان

الى لبنان

الى لبنان

لو كان دمعى- حين يَهمى- يُطفئ الحريقْ!..
لو كان صدرى قلعةً..ليحتمى بها الصديق!..
لو كان قلبى روضةٌ يأوى لها الأَحباب-
من غوائل الطريق !..
لو كنت أستطيعُ أن أحمى كرامة النساء والرجال..
لو كنت أستطيع أن أذود عن سعادة الأَطفال.
لو كنت أستطيعُ..ما بخلت بالدموع..
ولا ضننت بالفؤاد والضلوع..
لأَفتديكَ اليوم يا لبنان..
لأَفتدى كرامة الإنسان!
***
أحبابَنا ...
هل جفَّ ماءُ الشوق فى الجداول الفتيّهْ؟..
هل رحلَتْ عن أيكها البلابلُ الشجيَّه؟
هل شبت النيرانُ فى الخمائل الزكيهّ؟
والهفتى على المعالم البهيّه..
على الرؤى السحريّه ..
على عقود النور فى العشيْة ..
على انبلاج الصبح فوق القمم السنيه ..
على عبير الخلد فى الأَصائل الورديه..
لهفى على النسائم الشذيّه ..
لهفى على الحريَّه!..
***
إيه لبنان الذى كان أمان الخائفين..
وملاذ المتعبين ..
فغدا للخوف والبطش ضحيّه!..
والذى كان شعاعاً من ضياء المدينه ..
فتهاوى فى ظلام البربرية ..
وجحيم العنصريه ..
وجنون القتل من أجل الهوية !
***
أيه لبنان الحزين ..
إيه لبنان الطعين ..
إيه لبنان الذى أدمى قلوب العاشقين!
***