الشاعر محمود توفيق: الصديق الصدوق

الصديق الصدوق

الصديق الصدوق

الصديقُ الصدوقُ مَنْ خفَّ للنجدةِ..
فى الحادثاتِ والأَحزانِ
وسَقَى بالودادِ عهدَ المروءاتِ
وأحيا بالنُبل عهدَ المعانى
وانبرىَ للدفاعِ عنكَ ولو كنت
وحيداً تنوءُ بالخُذلان
لا يبالى أغضبَ الناسَ أمْ أرضَى
إذا كان للمكارمِ بانى !
فهو لا يتبعُ الرياحَ إذا مالتْ
ولا ينثَنى لغدرِ الزمان !
...
الصديقُ الصدوقُ أزهَى من الوَرْدِ
وأشْجى مِن رائعِ الأَلحانِ !
بهْجَةُ القَلْبِ فى السكونِ إليهِ
ومِراحُ العيونِ .. والآذان
لمَسةٌ من إخائِهِ فى المُلماتِ
تُداوى مَواجِعَ الإِنسانِ !
فهو للفَرْح صَاحِبٌ .. وسَمِيرٌ
.. وهو للجُرحِ كالطبيبِ الحانى !
...
الصديقُ الصدوقُ أبقَى من المالِ
.. وأبهَى من لؤلؤِ التيجانِ !
وهو أَغْلَى الكُنوزِ .. فاحْرصْ عليهِ
.. وأدَّخِرْهُ لعَادياتِ الزمان
وافْدهِ بالنفيسِ والنفسِ .. وأخْفِضْ
تحت أقدامهِ جَنَاحَ الحنان ..
وتنَسَّمْ مِنْ قُرْبِهِ أَرجَ الوَرْدِ
..ومنْ وُرِّد شَذَى الريحان
ذاكَ عَهْدُ الإخاءِ .. فاحفظه فى القَلْبِ
.. وفى المُقْلَتينِ والأَجفانِ !