الشاعر محمود توفيق: فى طريق الهوى

فى طريق الهوى

فى طريق الهوى

فى طريق الهوى وقفتُ أُراعيكَ...

وأرنو إلى صباك المُنَعَّمْ

حين أقبلتَ باسماً تتهادى...

وكأن الوجودَ حولك يبْسَمْ

وكأن الحياة تخلو من الدمع...

وتحنو على الجَمَال..وتنعم !

كنتَ فى سؤدد الجمال أميراً

فوق عرش الصبا يتيه ويحكُم

كنتَ ريحانةً تُطِلُّ على روضٍ

سقاهُ الندى فجادَ وأنعم

ملؤ عينيك بهجةٌ..ومِراحٌ

وحياةٌ فى صمتها تتكلم

فيهما رقةٌ..وفرحةُ قلبٍ

برحيق الشباب نشوانُ مُفعم

***
حين أقبلتَ حالماً تتهادى

وكأن الوجود حولك يحلَمْ

وكأن الجمال يرقص مبهوراً

على خطوك الرشيق المُنغَّم

وكأن الهوى يغنى حواليك..

وقيثارةُ الصبا تترنم !

***
خففْ الوطَأ..أنت تمشى على الأرضِ..

وفى الأرض واقعٌ ليس يَرْحَمْ

أنا أخشى عليك من كل هذا البشْرِ..

فالشرُّ حوله يتجهم

أنا أخشى عليك من كل هذا الحُسنِ..

فالقُبحُ حوله يتحكم

أنا أخشى عليك من كل هذا الطُهْرِ..

فالرجسُ حوله يتهجم

أنا أخشى عليك ظُلم الليالى..

والليالى غَشومةٌ حين تظلم

***
ليت قلبى كان المِهادَ إذا سرتَ..

فقلبى أحنى عليكَ وأرحم

ليَرُدَّ الشقاء عَنك فتنجو..

ويرُدَّ الأقدار عنك فتسلم

ليت عينىَّ كانتا لك درعاً..

فيقيكَ الشَرَّ المُحيط ويعصِم

تحجبان القذى..فتُزهر أيّامُكَ

فى صُحبة النقاءِ وتنعم

***
فى طريق الهوى وقفتُ أُراعيكَ..

وقلبى من السعادة مُفعَم 
 
غير أن الشقاء عَلَّمه الخوفَ..

فأضحى فى سَعْدِه يتألم