الشاعر محمود توفيق: أعيــاد

أعيــاد

أعيــــاد *

فلتعشْ أعيادُنا
واحتفالاتُ الجلاءْ
ولتعشْ  أمجادنا
وأحاديث  الفداء
***
وليَسِرْ موكبنا
بين رايات الفخارْ
وأزاهير  الرُبى
وأغانى الانتصار
***
ولتبارك أرضُنا
جيلَنا الحُرَّ المجيدْ
ورؤى  آبائنا ..
وأمانَّى  الجدود
***
ولتعشْ بين الأغانى
وعلى خفق البنودْ
فوق أعلام الليالى
وأناشيد الخلود ..
صُوٌر للتضحيات
ليس يحُصيها الخيالْ
وأساطير الثبات
فى ميادين النضال
***
كلما طافت بنا ..
كالوميص المشتعلْ
ألهبت أحلامنا
بانتفاضات الأمل
***
صُورٌ بعد صورْ
تتوالى فى ازدحامْ
لنضالٍ مُستعر
وكفاحٍ لا ينام
***
لعُرابى والصحابْ
والجنود الزاحفه
ونداءٍ للثبات
فى مهبِّ العاصفة
***
والقلاع الباسله
والطوابى .. والحصونْ
أقسمت ألا تلين
فى وجوه الغاصبين
ومضى الشعب الشجاع
مستخفاً بالوعيدْ
كلما انهار قطاع
سَدَّهُ صدر شهيد
***
فلتعش أرض القنالْ
وتلال القصاصينْ ..
وهى رمزُ للنضال
فى وجوه الغاصبين
***
وليعش رجع النشيد
فى أغاريد البلابل ..
فى أهازيج الطيور
فى ترانيم الجداول
***
ولتعش ذكرى عبيدْ
العرابىِّ البطلْ ..
صامداً بين الجنود
للرصاص المشتعل
***
ثابتاً مثل الهرْم
فى وجوه الزاحفين ..
رافضاً أن ينهزم
حينما تدنو المنون
***
ولتعش ذكرى النديم
وهو يدعو للسلاح
ثائراً لا يستنيمْ
رغم أهوال الكفاح
***
ولتعش صيحاتُةُ
فوق أعواد المنابرْ
ولتعش بين المطابعْ
ولتعش بين المحابر
***
صُوَرٌ بعد صوٌرَ
تتوالى فى ازدحام
لنضالٍ مستعِرْ
وكفاحٍ لا ينام
***
ومضى الشعب العظيمْ
ثائراً لا يستريح ..
رازحاً تحت الهمومْ
وهو كالليث الجريح
***
حالِما بين القيودْ ..
والمنافى والشجونْ ..
وخيانات العبيدْ ..
وصاص الغاصبينْ
***
شارباً سُمَّ المهانه
وهو يسعى من جديد
فوق أشلاء الخيانة
للغد الحُرِّ السعيد
***
صورٌ للتضحياتْ
ليسُ يحُصيها الخيالْ
وأساطير الثبات
فى ميادين النضال
***
صور من دنشواى
والحمامات الطريدة
ودفاع الفلاحين
عن مغانيها الشهيدة
***
وحبال المشنقة
تحت أغصان النخيلْ
وهى تحكى للوارى ..
عن عدالات الدخيل
***
والمآسى والدموع ..
ولهيبٍ لاينامْ ..
وقلوبٍ وضلوع ..
حَمَلتْ بالانتقام
***
صور بعد صورْ
تتوالى فى ازدحامْ
لنضالٍ مستعرْ
وكفاحٍ لاينام
***
صور من مصطفى
وفريدٍ .. واللواءْ ..
وجموعٍ أُلهِبَتْ ..
بشعارات الجلاءْ
***
وشبابٍ كالربيعْ
كأغاريد الأمل
كانتقاضات الجموعْ
كاللهيب المشتعل
***
صرعته العاصفة ..
وهو فى رأس النضالْ
والجموع الزاحفه
نحو طرد الاحتلال
***
صور للتضحياتْ ..
ليس بحصيها الخيالْ
وأساطير الثبات
فى ميادين النضال
***
وجموعُ الثائرينْ
فى ربوع القاهرة ..
تتصدى للمنون ..
بقلوبٍ عامرة
***
ونضالٌ فى المصانعُ ..
وهتافٌ فى المدارسْ
رَجْعُهُ بين الجوامع ..
وبأبهاء الكنائس
***
والضحايا يسقطونْ ..
تحت إعصار الرصاصْ
يتحدون المنون ..
بأناشيد القصاص
***
واندفاعُ الفلاحينْ ..
فى محطان الصعيدْ
كاهتزازات القرون..
كانتفاضات الأسود
***
وجموعٌ فى القرى
وجموعٌ فى الثغورْ
أُلهبتْ أرواحهمْ
بانطلاقات الدهور
***
وانبرى سعد الزعيمْ
يتصدى للطغاة ..
ومضى الشعب العظيم
وهو يسعى للحياة
***
وملايين الرجالْ ..
وملايين النساءْ ..
وصدى صيحاتهم ..
وهى تدعو للجلاء
***
فلتعش صيحاتُهم
وانتظارٌ فى العيونْ
فى أعاصير الرياحْ
فى القوافى الثائره ..
فى أناشيد الكفاح
***
صورٌ بعد صورْ
تتوالى فى ازدحام
لنضالٍ مُستعر
وكفاح لاينام
***
ومضى الشعب العظيمْ
ثائراً لا يستريحْ ..
رازحاً تحت الهمومْ
وهو كالليث الجريح
***
للصباح المرتقب
وصراع لايلين ..
دافقٌ مثل اللهب
***
وأتى الجيل الجديد
ثابتاً مثل الجبالْ
مستخفاً بالقيود
مستعداً للنضال
***
صهرته التجربه
والدروس الغاليه
وتجاريب الكفاح
فى العصور الماضيه
***
وانتصارات الشعوبْ ..
أفعمته بالمضاءْ
فمضى فى زحفهِ ..
تحت رايات الجلاء
***
صورٌ للتضحيات
ليس يحُصيها الخيال ..
وأساطير الثبات
فى ميادين النضال
***
فى التحامات الشوارعْ
فى غيابات السجونْ
فى اعتصامات المصانع
ونضال الكادحين
***
وكبارى القاهرة ..
والمياه الثائره ..
فتحتْ أحضانها ..
للدماء الطاهره ..
***
فتح النيل العظيمْ ..
وهو يمضى فى إباءْ ..
قلبه العذب الرحيمْ
لقلوب الشهداءْ
***
فسَرَتْ أرواحهم
فى المروج الرائعة ..
فى الشطوط الحالمة ..
فى الحقول اليانعة
***
فى عبير الياسمينْ ..
فى الغصون المائسة ..
بين أحضان النسيمْ
فى العيون الناعسة
***
صورٌ بعد صورْ
تتوالى فى ازدحامْ
لنضال مستعر
وكفاحٍ لاينامْ
***
واختلاجات صلاحْ
وهو يذوى فى القيودْ
واهباً أنفاسهُ
للغد الحرِّ السعيد
***
مُرسلاً من سجنه ..
فى غيابات طُرَه ..
قَبَسا من روحه ..
لمغانى   عَطبره
***
صورٌ بعد صور ..
تتوالى فى ازدحام ..
لنضال مستعر ..
وكفاح  لاينام
***
صورٌ للزاحفين
فوق كثبان الرمالْ
لاقتلاع الغاصبينْ
من على شط القنال
***
وثبات الأعسرِ
والمنيسى  ..  وعمرْ
للقضاء المنذِرِ ..
والرصاص المنهمر
***
وجنودٌ أقسموا
وهموا تحت الحطامْ
أنهم لن يهزموا ..
فتحدوا اكسهام
***
واستمروا فى المواقْع
يتحدون الوعيدْ
تحت نيران المدافع
وأعاصير الحديد
***
وصدى صيحاتهم ..
كالرصاص الملتهبْ
وصدى طلقاتهم
كانفجارات الغضب
***
فلتعش صيحاتهم ..
حين خطوا بالدماءْ ..
قصةص خالدةً ..
من أساطير الفداء
***
ووصايا أم صابرْ
لم تَنْل منها المنونْ
أصبحت ملء المشاعر
وبأسماع السنين
***
ونبيلٌ فى المعسكرْ ..
والقميصُ المُشتَعلْ
سوف لا تنسى الليالى
قصة الطفل البطل
***
كشهابٍ لامعٍ
لاح حيناً وخبا
أو كغصنٍ يانعٍ
مات فى فجر الصبا
***
صورٌ للتضحياتْ
ليس .. يحُصيها الثباتْ
فى ميادين النضال
***
صورٌ بعد صورْ
تتوالى فى ازدحامْ
لنضالٍ مستعر
وكفاحٍ لاينام
***
ومضى الشعب العريقْ
وهو يجتاح القيودْ
ليس يثنيه الحريقْ
أو خيانات العبيد
***
صور اليوم المجيدْ
حينما هبَّ الجنودْ
فى صفوفٍ لا تحيدْ
فى دُجى يوليو العظيم
***
قد دعاهم للنضالْ
ماردٌ .. يُدعى "جمال"
أنبتته للعدا ..
أرضنا أمُّ الرجال
***
ومضى خلف جمالْ ..
كلُّ رفاع الجباه ..
كل أنصار النضال
كل صُنّاع الحياه
***
فبدا فجر الأملْ
وزها ضؤ النهارْ ..
ومشى الشعب البطل
فى جلال الانتصار
***
خالداً لاينتهى
ثائراً  لاينهزمْ
صامداً لاينثى
مثل أحجار الهرم
***
فلتعش أعيادنا
واحتفالات الجلاءْ
ولتعش أمجادنا
وأحاديث الفداء
***
ولتمُتْ أحقادنـا
فى معانى الاحتفالْ ..
ولتزُلْ أصفادُنـا
وبقايا الاحتــلال
***
ولتعش فى أرضنا ..
فرحةُ الفجر الجديد ..
وأمــــانى شعبنـا
فى غدٍ حُر سعيــد
***