الشاعر محمود توفيق: هوان

هوان

هوان *
  
أقولُ لشعبى .. والهوانُ يثيرنى

وقلبى على نارٍ من الوجد ذائبُ ..

أما آن أن تخطو .. وتلك عجيبةٌ

وأنت الذى تحدو خُطاك العجائب

ألم تسمع الطوفان يعوى كانما

تضم جناحيها الرياحُ الغواضِب !

تحركت الدنيا حواليكَ .. فانطلقْ

إلى حيث تدعوك المنى والرغائب

أتترك أرض انيل نهب غُزاتها

تُجادِعُها محتلُّها .. ويغالب

وتحكُمها باسم الدخيل عِصابةٌ

تراودها عن حقها وتواثب

رجالٌ رأوا أن الخيانة حِرفَةٌ

تُنالُ بها الدنيا .. وتدنو المناصب

تَرى وصَماتِ الذُلِّ فوق جباهم

كما شوهتْ وجه البَغىِّ المثالب

إذا ما بَدَتْ طيارةُ "اللورد" خِلتَهمْ

خفافيشَ قد عادتْ إليها الغياهب

إذا نَزَلَتْ .. فالسعدُ فى الأفق ضاحكٌ

وإن صعدت .. فالنَحسُ فى الأف غاضب

وإن أزعجتها وطأةُ الريح أخمدوا

من الريح ماضُمَّتْ عليه الجوانب !

*** 
ألا ليت شعرى هل يهب شبابُنا

يكافحُ عن مَجدِ الحِمى ويحارب

وينتزعُ الحق المُضَيَّعَ عُنوةً

وقد ذل من حُكامنا من "يُطالب"

فقد سئمت تلك المهازل أرضُنا

وعذبها شوقٌ إلى المجد غالب